الجمعة، 1 يناير 2016

الازياء والشباب

تصميم الازياء هو أحد الفنون التطبيقية والتي تعبر عن ثقافات وخصائص المجتمعات عبر العصور المختلفة، وهو المرآة التي تنعكس عليها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتاريخية للشعوب عبر فترات التاريخ المختلفة، ويهتم تصميم الازياء بابتكار

ازياء تحقق وظائف مادية وجمالية منها الراحة والأمان بالإضافة الي الجمال والشكل، وتقدم حلول للمشكلات الملبسة سواء كانت ترتبط بمقاسات وخصائص الجسم أو سمات الشخصية أو تقاليد وعادات المجتمع او نمط الملابس السائدة أو القيم والاحتياجات المعاصرة.

والشباب دائما ما يتمتع بالطموح العالي والاحلام الغير محدودة وكثير ما يلجأ الي أحلام اليقظة لتحقيق هذا الطموح، فالبنت ترى نفسها عالمة مشهورة أو فنانة أو ملكة جمال عالمية. اما الشاب فيحلم بنفسه أقوى اقرانه واكثرهم قدرة على امالة رؤوس البنات، حتي انهم يخرجون في بعض الأوقات عن القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع رغبة في الوصول الي غير المألوف الذي يجذب انظار الاخرين من وجهة نظرهم.

وومثلها مثل عناصر كثيرة من عناصر الثقافة تؤثر عملية تصميم الازياء في ثقافة المجتمع وتتأثر بها بشدة، فالأفلام والاغاني لها تأثير واضح علي فرض الموضة على المجتمع خصوصا الشباب، وعلى سبيل المثال فأغاني الفيديو كليب المصورة تؤثر وبقوة على الفتيات المراهقات أكثر من أي نوع من برامج التلفزيون عندما يعرض فيها اشكال الملابس والازياء تجد ان الفتيات المراهقات تتأثر بشدة بهذه الملابس وتحاول تقليدها، فالفتيات ينظرن للشخصيات التي تظهر على الشاشة على انهن القدوة ويبذلن أقصى مجهود ووقت لتقليد هيئتهن.

نعم من حق الشباب ان يحلم وان يحقق أحلامه، لكن الحقيقة ان الازياء ما هي الا كساء أولا وأخيرا، وان الجوهر يظل دائما اهم من المظهر، لا يعني هذا عدم الاهتمام بالشكل الخارجي واختيار الازياء الجميلة التي تناسب شخصيته، لكن يعني ان يكون لكل شيء حدود، والمبالغة في أي شيء تخرجه عن هدفه وتحوله لضده.
من جهة اخري يجب على مصممي الازياء ومصانع الملابس ان تحاول تقديم التصميمات التي تناسب هؤلاء الشباب وان تكون هذه التصميمات نابعة من ثقافة المجتمع وملائمة لعاداته وتقاليده، وعدم وجود هذه الملابس والتصميمات التي تناسب مجتمعنا هو ما يدفع الشباب دفعا الي استعارة الملابس الغير مناسبة لنا لأنهم لم يجدو من يوجههم ويقدم لهم الملبس المناسب لطبيعة المرحلة العمرية اليت يمرون بها وطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه.